سَأَلَتْ لَيلى: كَمْ تُكَلِّفُ رِحْلَةُ العَودَةِ إِلى المَدينَةِ القَريبَةِ؟ لَمْ تَكُنْ لَيلَى تَمْلِكُ أَيَّةَ نُقودٍ، وَفَكَرَّتْ بِخالَتِها مُنيرَة التي تَنْتَظِرُها في مَحَطَةِ القِطَارِ في المَدينَةِ القَريبَةِ. قالَ الرَجُلُ الغَريبُ: لا تَقْلَقي، سَوفَ أُساعِدُكِ، ما اِسْمُكِ؟ قَالَتْ: اِسْمي لَيلى. قالَ الرَّجُلُ الغَريبُ: وَأَنا اِسْمِي سامِرٌ، تَسْتَطيعينَ أَنْ تَثِقي بي. نَظَرَتْ لَيلى إِلى سامِر مَرَّةً أُخرى، كانَ بَشِعًا جِدًا، وَيَبْدو رَجُلًا خَطيرًا، وَلَكِنَّهُ يَبْدو لَطيفًا، هَلْ هوَ رَجُلٌ جَيِّدٌ أَمْ سَيّءٌ، لَمْ تَسْتَطِعْ لَيلَى أَنْ تَعْرِفْ. بَدَأَ القِطارُ يُصْبِحُ أَبْطَأَ، وَقَفَ سامِرٌ وَنَظَرَ مِنَ النافِذَةِ. رَأَتْ لَيلَى جَريدَةً في مَكانِ الرَّجُلِ، كانَتْ صورَتُهُ عَلى الصَّفْحَةِ الأولَى، وَتَحْتَ الصورَةِ كُتِبَ " هذا الرَّجُلُ مُقاتِلٌ خَطيرٌ" أَصْبَحَتْ لَيلَى مُتَأَكِدَةً أَنَّ الرَّجُلَ هوَ رَجُلٌ خَطيرٌ، كانَ مُجْرِمًا. فَكَرَّتْ لَيلى، يَجِبُ أَنْ أَهْرُبَ بِسُرْعَةٍ. نَظَرَ الرَّجُلُ إِلى لَيلى وَقالَ: لَقَدْ وَصَلْنا إِلى العاصِمَةِ، يَجِبُ أَنْ تَظَلِّي مَعي، سَوفَ أُساعِدُكِ.