Фатима

كانَتْ هُناكَ فَتاةٌ اِسْمُها فاطِمة، كانتْ فاطِمَةُ جَميلَةً جِدًا، وَكُلُّ مَنْ يَعرِفُها كانَ يُحِبُّها.

ماتَ والِدُ فاطِمَةُ مُنْذُ زَمَنٍ، وَكانَتْ تَعيشُ مَعَ والِدَتِها وَأَرْبَعِ أُخْوَةٍ أَكْبَرِ مِنْها، كانَتْ تَعْمَلُ في المَنْزِلِ، كانَتْ تَطْبُخُ وَتُحْضِرُ الماءَ وَتَغْسِلُ الثيابَ وَتُنَظِفُ المَنْزِلَ.

في أَحَدِ الأَيَّامِ قالَتِ الأُمُّ لابْنِها الأَكْبَرِ، يَجِبُ أَنْ تَجِدَ اِمْرأةً وَتَتَزَوَّجَ بِها.

لَكِنَّ الابْنَ الأَكْبَرَ قالَ لَها: أَنا لا أُريدُ زَوْجَةً، أُخْتي فاطِمَةُ تَعتَني بي.

في اليَومِ التالي قالَتِ الأُمُّ لابْنِها الأَكْبَرِ: أَرْجوكَ لا تَنْتَظِرْ أَكْثَرْ، يَجِبُ أَنْ تذْهَبَ وَتَجِدَ لِنَفْسِكَ زَوجَةً.

قالَتْ فاطِمَةُ: أَنا لَنْ أَعْمَلَ في البَيتِ بَعْدَ الآنِ، يَجِبُ أَنْ تَذْهَبَ وَتَجِدَ لِنَفْسِكَ زَوجَةً.

ذَهَبَ الابْنُ الأَكْبَرُ في اليَومِ التالي وَبَدَأَ يَبْحَثُ عَنْ زَوجَةٍ مُناسِبَةٍ.

خَرَجَتْ فاطِمَةُ في أَحَدِ الأيَّامِ لِتُحْضِرَ بَعْضَ الحَطَبِ لِلمِدفَأَةِ، وَبَدَأَتْ تَمْشي وَتَمشي، عَبْرَ الغابَةِ والوادي وَبِاتِجاهِ الجِبالِ، وَصَلَتْ إِلى نَهْرٍ كَبيرٍ وَقالَتْ لِنَفْسِها، لا أَسْتَطيعُ أَنْ أَقْطَعَ النَّهْرَ، حاوَلَتْ أَنْ تَعودَ لِلمَنْزِلِ لَكِنَّها لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَجِدَ طَريقَ العَودَةِ.