اليَومُ الأَوَّلُ

اِسْتَيقَظَ جَمالٌ باكِرًا، إنَّها السَّاعَةُ السَّادِسَةُ صَباحًا، كانَ جَمالٌ سَعيدًا؛ فاليَومُ هوَ اليومُ الأَوَّلُ في وَظيفَتِهِ الجَديدَةِ.

تَخَيَّلَ نَفْسَهُ يَجْلِسُ في مَكْتَبٍ كَبيرٍ، لَهُ نافِذَةٌ كَبيرَةٌ، أَمامَهُ طاوِلَةٌ مِنَ الخَشَبِ، عَلى الطاوِلَةِ أَوْراقٌ وَأَقْلامٌ كُثيرَةٌ، وَيَتَحَدَّثُ مَعَ زُمَلاءَ جُدَدٍ.

وَصَلَ جَمالٌ إِلى العَمَلِ باكِرًا، كانَ البِناءُ كَبيرًا وَجَميلًا، والموَظَّفونَ نَشيطونَ، جَلَسَ جَمالٌ في مَكْتَبِهِ وَتَحَدَّثَ بالهاتِفِ، قابَل بعضَ الموظَّفينَ، ثُمَّ حَضَرَ اجْتِماعًا في المَكْتَبِ الرَّئيسي.

غادَرَ جَمالٌ العَمَلَ في السَّاعَةِ السَّادِسَةِ مَساءً، رَكِبَ الحافلَةَ، وَعادَ إِلى بَيْتِهِ مُتْعَبًا، وَلَكِنَّهُ كانَ سَعيدًا.